زيارة السيد صالح الحكيم الى مؤسسة الكوثر الباكستانية
بدعوة كريمة من مؤسسة الكوثر الدينية الباكستانية في مدينة النجف الأشرف التقى في يوم 8 آذار 2022م؛ سماحة السيد صالح الحكيم المدير العام لمؤسسة البيت الحسيني للحوار مع مجموعة من العلماء والاعلاميين أهل السنة والجماعة الباكستانيين. وقد جرى اللقاء في مقر المؤسسة بحضور كل من ( العلامة ضياء الله شاه بخاري رئيس جمعية أهل الحديث الباكستانية وعضو المجلس الأعلى للفكر الاسلامي في الحكومة الباكستانية – العلامة غلام رسول أويسي رئيس الحركة الأويسية الصوفية في باكستان – الأستاذ بلال القطب مذيع مقدم برامج في قناة SMA T.V- ذي شان حيدر مراسل قناة B.B.C البريطانية في اسلام آباد ). وفي اللقاء تطرق سماحة السيد الحكيم في حديث دام اكثر من ساعة الى عدة محاور مهمة بين من خلالها على اهمية مدينتي كربلاء والنجف وانهما كانتا سكناً للمسيحيين واليهود على مدى التاريخ البشري، وقد عزز هذه الأهمية الحوزة الدينية الشيعية والتي تأسست على منهج رسول الله وولده الامام الصادق عليهما الصلاة والسلام والقائم على دعامة رصينة وهي احترام الانسان، وإن الحوزة قامت على الدقة العلمية في نظرتها الانسانية وهذا ما جعلها قوية مقاومة لكل الظروف الصعبة التي مرت بها وأثبتت استقلاليتها وعدم تبعيتها للأنظمة السياسية الحاكمة على مر التاريخ. وأضاف سماحة السيد الحكيم وانطلاقا من قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) حرصت الحوزة الشيعية على بناء مجتمع سلمي في ظل خطاب الوحدة الاسلامية ومن خلال مواقفها التاريخية ومثال على ذلك فتوى الحوزة الدينية بالجهاد ضد الاحتلال الانكليزي تضامناً مع الدولة العثمانية رغم أن الحكومة العثمانية وعلى مدى مائة وخمسون عاماً كانت تكفر الشيعة. وأشار سماحة السيد الحكيم الى ان الدول الأوربية وحتى الصين لا يعطون المجال للشيعة بالتعبير عن عقيدتهم في الاعلام، بل يسمحون للمتطرفين بذلك لكي يشوهوا الاسلام الحقيقي، وحتى كثير من الدول العربية عملوا بهذا المنهج وهذا ما صرحتُ به عند مقابلاتي مع رؤساء وملوك الدول ومنها البحرين والأردن والسعودية ومصر وقلت لهم إنكم حولتم خلافكم مع ايران الى عداء مع الشيعة ولكنكم لم تستطيعوا رمي الشيعة في البحر وآن الأوان أن تغيروا من نظرتكم العدائية هذه وان تعملوا من أجل مصالح شعوبكم من أجل السلم والسلام. وقد أبدى العلامة ضياء الله شاه بخاري تأييده لما تفضل به السيد الحكيم وأضاف انهم في باكستان عقدوا مؤتمرا موسعا لكل الطوائف الدينية حضره اكثر من 2200 مشترك وبرعاية الحكومة الباكستانية توج هذا المؤتمر بفتوى مفادها عدم تكفير أهل القبلة والتأكيد على الوحدة الاسلامية. وردا على سؤال أحد الحاضرين حول حرية الفكر والدعوة في الوسط الشيعي أكد السيد الحكيم على حرية الفكر والاعتقاد حتى إن كتب الالحاد تجدها في المكتبات الشيعية وفي متناول الجميع، وبالمقابل نجد صعوبة في التواصل والحوار مع المسلمين في الدول السنية بسبب الحكومات ولكن مع ذلك فنحن لنا تواصل جيد مع كثير من الشخصيات العلمية والثقافية والمراكز الدينية مثل الأزهر الشريف وغيره. وفي ختام اللقاء اتفق الجميع على أهمية التواصل والزيارات المتبادلة من أجل خلق مناخ مجتمعي يسوده السلام والتعايش تحت مظلة وخيمة المشتركات الانسانية بين البشر.