image

آليات حقوق الاحداث بين الفقه الاسلامي والقانون

القيت في مؤتمر حقوق الاحداث الذي عقد مع مجموعة من الباحثين والمربين من كندا وايران والعراق في 28نيسان 2018 آليات حماية حقوق الاحداث بين الفقه الاسلامي والقانون لكي نفهم التوجه الاسلامي في حماية وبناء رجال المستقبل (الشباب)يجب ان نمهد لذلك. بمقدمة. وحدة البناء المجتمعي في الاسلام هي الاسرة كما ان وحدة البناء في النظام اللبرالي الغربي هو الفرد فتنصب قوانين الغرب من اجل تامين حماية الفرد بينما في الاسلام تبنى الاحكام على اساس حماية الاسرة والحرص على عدم تفككها ومن هذا المنطلق وبناءا على هذه الفلسفة بنيت القوانين المنظمة للعلاقة بين الرجل والمرأة من اجل حماية الاسرة حتى اذا وجدنا بعض الضغوطات والقيود على المرأة (الزوجة) وعلى الرجل (الزوج) فذلك من اجل حفظ الاسرة وبناء الاطفال بشكل يحفظ لهم مستقبل عاطفي واسري جيد واجواء محبة داخل الاسرة المتماسكة لذلك وضع الاسلام توجيهات منذ بداية العلاقة مرحلة الخطوبة مواصفات للمرأة وكذلك مواصفات للرجل وللأسرتين اسرة الزوج والزوجة وكذلك وضع توجيهات ومستحبات للزواج وللعلاقة بين الجنسين حتى في داخل غرفة نومهما وفي فترة الحمل والولادة والطفل في ايامه الاولى وعند عمر سنة وعند عمر ثلاث سنوات وعند عمر خمسة سنوات وعند عمر السابعة ثم من السابعة الى الرابعة عشر (الصبيان) له احكام وآداب وكذلك من الرابعة عشر الى عمر الواحد والعشرين (الفتيان) وفي كل ذلك هناك روايات تفصيلية بامكان الباحث ان يرجع اليها اذكر هنا بعض المرتكزات التي اعتمدتها الشريعة الاسلامية في بناء شخصية الفتيان 1. اعتماد الحوار كاسلوب للتعامل مع الحدث وتدريبه على ذلك باعتبار ان الحوار هو اسلوب الانبياء (ع) في التربية 2. الاصطحاب فقد وجهت الشريعة ان يصطحب الاهل الفتيان معهم في مجالس الكبار ليتعلموا ويتدربوا على الاصول والاعراف والآداب المجتمعية 3. بناء المهارات عند الفتيان والتشجيع على ان تكون شخصية الفتى شخصية فاعلة ومواكبة للتطورات الزمانية فمثلا كانت الشريعة تحبذ وتشجع على تعلم الفتيان ركوب الخيل والفروسية والسباحة وغيرها من العناصر التي تمنح القوة للفتيان واليوم هناك مهارات ضرورية ليواكب الفتى لغة العصر وبهذه المهارات تنضج شخصية الفتيان 4. التركيز على المفاهيم الانسانية قبل العقيدة ومعها وتعزيز روح الفطرة الانسانية كالعطف على المحتاج وحسن التعامل مع الاخرين ومع الحيوان والبيئة واحترام الراي الاخر والاهتمام بالأخلاق مع المجتمع 5. الاهتمام بتعليم الفتيان والفتيات الآداب الانسانية واللغة والشعر وتعزيز الذوق الانساني وتحسس منابع الجمال و ابداعاته في سائر جوانب الحياة 6. التدريب على احترام الدليل والبرهان وان لا يأخذ الامور الا بعد التأمل والتفكير والتدبر 7. غرس روح البحث العلمي كمنهج للوصول الى الحقيقة. كل ذلك اكدت عليه الشريعة الاسلامية في منهج تربوي راق يحفظ للأسرة تماسكها وللأبناء تقدمهم لبناء مستقبل ينعم بطاقات شابة مفيدة ومع الاسف فان مجتمعاتنا المعاصرة في الدول الاسلامية النامية لا نجد فيها بصمات لتلك التعاليم القرآنية والنبوية على ادعو السادة الباحثين لتحديد الاسباب المعرقلة للوصول الى تلك المعاني السامية والاخلاق الرفيعة التي وضعها نبينا واهل بيته الكرام سلام الله عليهم اجمعين وانا اذكر بعض المعوقات والاسباب التي حالت بيننا وبين تلك التربية النموذجية وارجو من السيدات والسادة الباحثين التامل في ايجاد معالجات جادة وخطوات عملية تقف امام تلك المعرقلات المعرقلات: اولا : طبيعة الانظمة بالدول الاسلامية النامية انها انظمة التقاطية خلطت بين عدة مناهج فضاعت هوية الانظمة والحكومات في تلك البلدان فهي ليست اشتراكية ولا راس مالية ولا اسلامية ولا ديمقراطية وانما خلطة من كل ذلك، وذلك يؤدي الى عدم الالتزام بمنهج معين وبناء قانون يستند الى فلسفة تصنع مجتمعا متجانسا ثانيا : معظم تلك الدول عاشت ولا زالت ترزح تحت انظمة تحمل مواقف سلبية من الدين فتشكلت حواجز بين النشأ والثقافة الاسلامية ثالثا : انكفاء رجال الدين وعدم تصديهم للتثقيف العام والتعامل المباشر مع الشباب وانشغال الحوزات العلمية في عملها العلمي المعمق مما افقدهم اللغة المشتركة التي تسمح لهم في التعامل مع النشأ الجديد ولا ادعي ان كل ذلك هو تقصير بل في احيان كثيرة هو قصور ترجع بعض اسبابه للظروف السياسية الضاغطة رابعا : التخلف العلمي في تلك الدول وعدم مواكبتها للدول المتقدمة في بناء الهياكل العلمية والتربوية التي تستطيع ان تستخدم العلم و التقدم التكنلوجي والتحقيق المعرفي صالح الحكيم.